قال أمير المؤمنين عليه السلام في عهده لمالك الأشتر :
و لا تدخلن في مشورتك : بخيلا ، يعدل بك عن الفضل ، و يعدك الفقر ، و لا جبانا يضعفك عن الأمور ، و لا حريصا يزين لك الشره بالجور .
فإن : البخل ، و الجبن ، و الحرص ، غرائز شتى ، يجمعها سوء الظن بالله .
نهج البلاغة ص430 كتاب 53 .
فإنه عليه السلام : فضلا عن النهي عن البخل في نفس الإنسان ، نهى أيضا عن الاستعانة بالبخلاء ومشورتهم .
فإن البخيل : يمنع ببخله الحقوق وأعمال الخير ، الجبان لا يقدم في ما يجب عليه من الواجبات ، الحريص على طلب الدنيا لا يتفرغ لشيء من حقوق الله والعباد ، ويجمعها سوء الظن بالله ، وهو محرم وقد يعد من الكبائر .
وهذه أحاديث كريمة عن أهل البيت تعرفنا معنى البخيل والشحيح الذي هو أخس من البخيل
فعن الإمام جعفر عن آبائه عليهم السلام : أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه سمع رجلا ، يقول :
إن الشحيح أعذر من الظالم .
فقال له : كذبت ، إن الظالم قد يتوب و يستغفر ، و يرد الظلامة على أهلها .
و الشحيح : إذا شح ، منع الزكاة ، و الصدقة ، و صلة الرحم ، و قرى الضيف ، و النفقة في سبيل الله ، و أبواب البر ، و حرام على الجنة أن يدخلها شحيح .
وقال أمير المؤمنين عليه السلام :
إذا لم يكن لله في عبد حاجة ، ابتلاه بالبخل .
وقال الإمام أبو الحسن موسى الكاظم عليه السلام :
البخيل من بخل بما افترض الله عليه .
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
ما محق الإسلام محق الشح شيء .
ثم قال : إن لهذا الشح دبيبا كدبيب النمل ، و شعبا كشعب الشرك ، و في نسخة أخرى الشوك .
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
ليس بالبخيل الذي يؤدي الزكاة المفروضة في ماله ، و يعطي البائنة في قومه .
وعن الفضل بن أبي قرة قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : تدري ما الشحيح ؟
قلت : هو البخيل .
قال عليه السلام : الشح أشد من البخل .
إن البخيل : يبخل بما في يده .
و الشحيح : يشح على ما في أيدي الناس ، و على ما في يديه ، حتى لا يرى مما في أيدي الناس شيئا إلا تمنى أن يكون له بالحل و الحرام ، و لا يقنع بما رزقه الله .